ما هي قيمة المساعدة والتعاون في نظر الإمام الخميني(قدس سره)؟

ID: 83608 | Date: 2025/07/26


إنّ هذا العمل الذي تنجزونه الآن ثمين من ناحيتين:



الأولى: أن أهمية مساعدة الناس وإعانة الإخوة تساوي


الثانية: أن قسماً من العاملين لم يكن هذا عملهم الأصلي، بل إنهم كانوا يعيشون في أماكن مرفهّة لكنهم آثروا تحمّل الصعوبات وتقديم الخدمات وهذا أمر تزيد أهميته وقيمته على العبادة. فمثلًا، جاء قبل مدة بعض الطلبة الإيرانيين الذين كانوا يدرسون في أمريكا وقالوا: [نحن جئنا إلى بلدنا لنشترك في جهاد البناء والإعمار] فقلت لهم: أنتم (طبعاً) طلبة ولم تمارسوا هذه الأعمال الجسدية الصعبة. فلا تستطيعون أن تعملوا كما يعمل الزارعون المتمرّسون. والمهم أنّ مجي‌ء هؤلاء الطلبة من أمريكا وتركهم الحياة المرفهة هناك لأجل المساعدة وتحمل المشاق هنا أمر يمدّ الشعب بالعزم والقدرة.



فيا أيها الطلبة إذا ذهبتم إلى المزارع لمساعدة الزرّاع والفلاحين في الحصاد فمع أنكم لا تستطيعون أن تباروهم فيه، لأنهم يحصدون جريباً في ساعة واحدة، وأنتم لا تستطيعون ذلك. لكن المهم أنّ هؤلاء حينما يعلمون أنكم طلبة جئتم من أمريكا لمساعدتهم، تتضاعف قدرتهم وجهودهم. فإذا رأى الناس عدداً من المهندسين، وعدداً من العلماء، وعدداً من الطلبة، وعدداً من الأطباء، قد تركوا مدنهم، وجاءوا للمساعدة في الأعمال الشعبية، فإنّ ذلك يمدّ الشعب بالعزم ويضاعف قدرته ومعنوياته، وهذا العمل يحمل قيمة اخرى هي: أنّ مساعدة هؤلاء إضافة إلى أنها إنجاز لعمل، تعتبر دعماً قوياً وتشجيعاً لهذه الأعمال، لأنّ الفلاحين وغيرهم، إذا شاهدوا روح التعاون في سبيل المصلحة العامة هي الحاكمة بين أبناء الشعب، يعتقدون أن شعبهم يتمتع بقدرة كبيرة.


--------------


القسم العربي، الشؤون الدولية، صحيفة الأمام العربية، ج١١، ص ٦٧ و ٦٨.