Imam khomeini

تفوق جنود الإسلام في الإيمان والشجاعة

الفرد الذي يسير إلى الأمام بقوة الإيمان يستطيع ان يواجه افراداً كثيرين مجهزين لكنهم يفتقرون لقوة الإيمان. في الإسلام اذا تلاحظون، في بعض الحروب التي وقعت للمسلمين وكان المسلمون قلة، كانت كل قواهم- بحسب ما يذكر التاريخ- ثلاثين ألفاً، أما طليعة جيش الروم على ما يبدو، كانت طليعته ستين ألفاً، وخلفها ثمنمائة أو سبعمائة الف من الافراد بكامل عدتهم واسلحتهم التي كانت آنذاك للروم وإيران. هذه كانت كتيبتهم أي طليعة جيشهم، وحينما توجهت وكانت ستين ألفاً حسب الظاهر، قال احد قادة (الإسلام) اننا نذهب بثلاثين نفر لمواجهتهم. بثلاثين نفر. فاذا ارعبناهم وذهب ثلاثون منا ودحروا ستين ألفاً، فإن هذه الضربة تؤدي إلى هزيمة حتى جيشهم الكبير. ولكن قال بعض الاشخاص أن هذا غير ممكن بثلاثين. ستون ألف شخص مقابل ثلاثين؟ واخيراً تقرر ان يتوجه ستون شخصاً. واستعد ستون شخصاً من الشباب، واغاروا في الليل على معسكر الستين ألف. كل شخص مقابل ألف فهزموهم، وادى هذا إلى هزيمة جيش الروم الذي اعدوه، وكان وراءه ثمانمئة ألف، انهزموا هم أيضاً وذهبوا لشأنهم. هذه هي قوة الإيمان. أي ان المؤمن إذا قَتَلَ فسيذهب إلى الجنة وهي افضل من هنا، واذا قُتِل يذهب إلى الجنة وهي افضل من هنا. إذا تسلّح المؤمن بمثل هذا السلاح وهو سلاح الإيمان، لن يخشى القتل، بل يعتبر هذه الشهادة سعادةً بالنسبة له. ان اعداء كم يقاتلون للدنيا. الذين لا يؤمنون بما وراء الطبيعة ولا يؤمنون بالقيامة، ولا يؤمنون بالجنة والنار، هؤلاء يقاتلون من اجل الدنيا، يريدون ان تعمر دنياهم. حسناً، الشخص الذي يريد ان تعمر دنياه، اذا مات، لا يحصل على شي‌ء انه لن يستطيع القتال حتى الموت، فهو يريد الحفاظ على نفسه لينتصر وتكون دنياه كذا وكذا.

أما الذي يسير لله ولمقصد الهي وينزل إلى الساحة، فهو لا يعمل للدنيا حتى يرتجف قلبه. انه يعمل لله، انكم الآن إذ تستعدون، ورفاقكم واصدقاؤكم والذين يريدون التحلي بالتربية الإسلامية، ويتدربون تدريبات عسكرية، عليهم ان يتجهزوا أيضاً بحربة الإسلام وسلاحه أي‌ الإيمان. فاذا تجهزوا به أرعب ذلك عدوهم. قوة الإيمان هذه، لقد لاحظتم ان إيران وان كانت ثلاثين ونيف من الملايين، لكنها قبل سنتين، لم يكن هؤلاء الخمسة أو الستة وثلاثون مليوناً يفكرون بالمجابهة والحرب وامثال ذلك. ولم يكن لهم اسلحة. ولكن شاء الله ان يتعبّأ خمسة وثلاثون مليوناً من السكان تعبئة إيمانية لله. لقد أوجد الله تحولًا فبدّل نفوس هؤلاء الخمسة وثلاثين مليوناً وجعلها نفوساً مؤمنة ومسلّحة بقوة الإيمان. بمعنى ان الشباب لم يكونوا يخافون من الموت اذا ذهبوا امام الدبابة. كانوا يريدون الشهادة. تعلمون ان شبابنا يريدون الشهادة، وحينما يلتقون بي، يقسم عليَّ بعضهم احياناً، بعض النساء يقسمن علي ان ادعو لهن بالشهادة، وانا ادعو ان ينالوا ثواب الشهداء وينتصروا. حينما تتجهزون بعدّة الإيمان، ويحثكم هذا الإيمان ان تتجهزوا بأسلحة مماثلة لاسلحة أعدائكم، فإن رصيد الإيمان هو الذي ينصركم. ان العودة إلى الله تبارك وتعالى ومصدر القوة هو الذي ينصركم. 

------------------

القسم العربي، الشؤون الدولیة، صحیفة الامام الخمیني العربیة ،ج12،ص203-204.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء