قصة طريفة عن أسلوب حياة الإمام الخميني (قدس سره) (القسم الثاني)

قصة طريفة عن أسلوب حياة الإمام الخميني (قدس سره) (القسم الثاني)

الوفاء بالوعد

بعد يومين من إقامته في باريس، شعر الإمام بعدم الراحة من الشقة التي كان يقيم فيها، إذ كانت في الطابق الرابع وصغيرة جداً. طلب الإمام تغيير مكان الإقامة، وبدأ الإخوة في البحث. في صباح اليوم الثاني، خرج الإمام لمعاينة بيت جديد. في تلك الأثناء، كان نبأ وصول الإمام إلى باريس قد انتشر، وبدأ الطلاب من أنحاء أوروبا بالتوافد لزيارته.

في اليوم الثاني، امتلأت الشقة بالإخوة والأخوات المنتظرين لقاء الإمام، لكنهم لم يجدوه، فشعروا بالحزن والانزعاج. فأخبرتهم أنني وعدتهم أن يروا الإمام في اليوم الثالث في نفس الشقة.

وبعد زيارة قرية "نوفل لوشاتو"، قال الإمام: "هذا المكان بعيد عن الضوضاء وجيد لنا." فقلت له: "لقد وعدت الطلاب أن يروك غداً في الشقة." فقال الإمام: "ما دمت وعدتَهم، سنذهب غداً."

وفي الصباح بعد أداء الصلاة، كنا نائمين لظننا أن عدم وجود سيارة ودليل سيمنعنا من الوفاء بالوعد. لكن الإمام نادانا قائلاً: "ألم تقل إنك وعدتهم؟ قوموا لنذهب!" فنهضنا وتجهزنا.

 لكي نذهب إلى باريس

تم تجهيز السيارة، فركبنا جميعاً وانطلقنا نحو مدينة باريس. وما إن خرجنا من البستان، حتى قام رجال الشرطة المسؤولون عن الحماية بمنع تحرك الإمام، وقالوا: نحن مسؤولون عن حماية مكان الإقامة، ولا نملك عدداً كافياً من الأفراد لنقوم بحماية الإقامة ومرافقتكم في نفس الوقت. كان عليكم إبلاغنا مسبقاً حتى نطلب قوة دعم من باريس. وبما أنكم لم تبلغونا، فعليكم العودة حتى نأخذ الموافقة.

قلنا لهم: رافقوا الإمام الآن واطلبوا من باريس أن ترسل فرقة أخرى لتحل محلكم. وهذا ما فعلوه بالفعل.

عندما وصلنا إلى حي "كشان" في باريس، كان الشقة مزدحمة بالإخوة الطلاب والإيرانيين، ومع دخول الإمام ارتفعت أصوات التكبير.

ألقى الطلاب الأعزاء بأنفسهم في أحضان الإمام دون تردد، فاستقبلهم الإمام بذراعين مفتوحتين. وقد التُقطت في هذا اليوم الصورة الشهيرة التي يظهر فيها أحد الطلاب واضعاً يده على عنق الإمام، والتي نُشرت لاحقاً في كتب المرحلة الابتدائية.

مساعدة الزوجة في أعمال المنزل وتربية الأطفال

تنقل عروس الإمام (قده)، السيدة فاطمة طباطبائي، فتقول:

كانت السيدة (زوجة الإمام) تقول إن أطفالهم كانوا يبكون من الليل حتى الصباح، وكانت مضطرة للبقاء مستيقظة طوال الليل. فكان الإمام يقسم الليل إلى نوبتين: كان هو يعتني بالطفل لمدة ساعتين بينما تنام زوجته، ثم ينام هو ساعتين وتقوم زوجته بالاعتناء بالطفل.

وبطبيعة الحال، خلال النهار لم يكن لديه وقت لذلك بسبب انشغاله بالتدريس والبحث.

ويروي أولاده أن الإمام كان يلعب معهم، أي بعد الانتهاء من الدروس كان يخصص وقتاً للعب مع الأطفال، وبهذا الشكل كان يساعد والدتهم في تربيتهم.

كان الإمام يغرس في أولاده وأحفاده الذكور أن لا يتوقعوا من زوجاتهم القيام بالأعمال المنزلية، وإن قمن بذلك، فليعلموا أن ذلك من باب المحبة والكرم. وفي المقابل، كان يوصي بناته بالقيام بالأعمال المنزلية.

---

الهوامش:

١. صحیفة الإمام، ج18، ص151.

٢. د. محمود بروجردي، مجلة "پاسدار اسلام"، العدد 24، آذر 1362، ص61

٣. آية الله خلخالي.

٤. صحیفة الإمام، ج17، ص387.

---------

القسم العربي، الشؤون الدولية.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء